تمثل المجموعة القصصية " زعرة "لأديبنا "سالم دمدوم" أنموذجا بليغا للخطاب الواقعي كما تبلور في الأدب التونسي خاصة، و في الأدب العربي عامة ، و في الأدب الإنساني بصفة أعم ، فقد توفرت على سمات الكتابة الواقعية مثلما حددها الإنشائيون ، و إن خفتت هذه السمات في بعض المواضع من النصوص فان ذلك راجع أساسا إلى استحالة تأطير الخطاب الواقعي في قالب جاهز . و إن نحن رمنا تقعيد هذا الخطاب نتبين أنه وصفي حينا ، نقدي في كثير من الأحيان ،فقد جاء هذا الخطاب محكوما بنزعة الكاتب إلى تحليل الحياة الاجتماعية تحليلا صادقا أمينا و شاملا و إبراز تناقضاتها ، مما أفضى به إلى اتخاذ مواقف نقدية إزاء بعض المظاهر في المجتمع و أكسب خطابه طابعا نقديا ، وبالرجوع إلى زمن الكتابة نتبين أن هذه القصص تمثل صورا حية للمجتمع التونسي بآماله وآلامه و تناقضاته في الستينات و السبعينات من القرن العشرين .