انتصف القمر
و السماء فصول أخفقت فيها المواسم
زمجرت في المكان حشرجة تردد الوجوه المبعثرة
رعشة الانطفاء...
قلق مزمن
جليد
يقف المكان منعطفا
و أنت تراقب جيلا من البياض
يخرج من العتمة المتعثرة بي
يندى اللعاب كما الجبين
و الحبر الأبيض يلعق الجرح و يعوي
للماء طعم الكفن
و اللفظ أعمى شيعه البياض
ها هي الريح تعاني غربتها
و أرواح الموتى جيوش من مزق
كنت تصرخ صامتا
كيف استطاعت امرأة أسرجت دهشتي
أن تفرج عن قبري
كيف استعادت القلب الذي أجهضني
كيف جمّعت في العين رعشة النبض و غيمة مقفرة
ما هي إلا شهقة و كفى ...
في البال سبع صلوات لم تكتمل
و نجوى
كم يلزمني من سماء لتهجرني الديدان
شيء من الشارع تسرب إلى جسدي
و الظلال عادت راجلة
حين أبحر آخر شعاع للروح
باغتك ذات هاجرة
ترسم وجهي على لون السماء
غير أنك لم تستعن بالوجع
ارتعش اللون في يدك و انسكب
كيف لم تعط للموت مهلة
حتى يلتقط النفس
ترهل المقام ألهمك المقامرة ...
عين لك في الحلم
وأخرى سارع إليها العطش
وشيبة اليدين كبلت صوتك المترنح
لم تكن تسكر
ما هي إلا شهقة و كفى ...