الحب هو ذلك المطلق الذي يأخذنا على متن أجنحة الغموض إلى المجهول ليلتقي بتوأمه الذي جرفته الأقدار في ذات الزمان إلى نفس المكان، أشد ما يبقى هي الذكريات تحارب القلب لتجدد نزيف ندوبه فيشتد الحنين و تندلع الأشواق و أن لأقرب صفة للحب هو أنه وهم يقوم على صور و تهيئات و ترسم لنا سعادة لا متناهية عالما ورديا، حلما جميلا ربيعا دائما، ثم ينقشع الضباب عن الحقيقة فينقلب العالم الوردي عتمة و الحلم الجميل كابوسا و الربيع خريفا تتساقط معه دموعنا و تدفن آمالنا و هكذا نظل في تلك الدائرة المغلقة المفرغة من المفاهيم المبهمة و أحاسيسنا المفعمة بالأمنيات إلى حد ينقلب فيه المستحيل و اقعا نعيشه و قد تمر الأيام ... أيام ... و أيام دون أن نعي أن وقت الإستيقاظ قد حان ...