وللفستق حكايا أخر .....
ما كان يجب أن تخبره بالأمر .نقل شجرة عمرها عامان من مكان إلى آخر يحتاج إلى جهد ومواظبة . من أين لها بالوقت لتعتني بشجرة تعلق عليها حبها ؟
قال لها : " ستكون شجرتنا ." فإن لم تكن؟......هل ستنتهي قصتهما ؟.....
هل سيتوقف عن حبها ؟....لو ماتت ماذا ستقول له ؟......وإن طلب أن يراها ....من أين ستأتي بشجيرة مغروسة حديثا وسط ضيعة شبت أشجارها واشتدت أعوادها ؟
مرت الأيام وهي تراقب تيبس أوراقها وقلبها يتهاوى رجاؤه.لم تتوقف عن سقيها ولم تتهاون عن نقل صفيحة الماء رغم ثقلها ورغم بعد المسافة .مرت الأشهر بطيئة واتصالاته تتباعد وكلامه يقل
لا رسائل بعد ....لا همسات .......حتى هداياه البسيطة ما عادت تلون شاشتها .
بتر الحزن أجنحة قلبها فبوقف رقصه على إيقاع الذكريات .ماتت الشجيرة .أمات معها الحب ؟
جلست تتأمل جهدها الضائع ....ساعات مرت وهي على تلك الحال .وفجأة هبت تحفر بجانبها حفرة ثانية ومن الغد أحضرت زيتونة جديدة وهمت بغرسها لكن صوتا غريبا أشل حركتها "تريثي ...أنا سأفعل ."......أخذ من يدها النبتة وأسجاها جانبا وشرع يوسع الحفرة إلى أن غاب عنها نصفه .
أينعت الشجيرة ....لم تتخلف عن موعدها حتى بأيام المطر ...........
لم تعد ترابط عند عتبة الهاتف .ولا عادت تحفل بوميض الشاشة الزئبقية .
كانت في طريقها إلى الحقل وصفيحة الماء تثقل خطوها لما اقترب منها فأضاءت صفحة السماء نجوم قزحية الألوان .أخذ الصفيحة من يدها ومضيا صامتين .
سألها :" لماذا تتركين هذا العود اليابس هنا ؟قد يسيء وجوده إلى زيتونتنا "
انحنت ....أمسكت بقبضتها العود لتستأصله فإذا بريعمات فستقية الخضرة تبتسم لها أسفله ........
وللفستق حكايا أخر ..............
خطأ
حافية عادت كما بدأ الخلق .مدت يدها إلى التفاحة الأولى خصفها الريح ......أوراق الأشجار اساقطت وتعرى نصفها ..........احتوتها العاصفة ..........
حين هدأ البحر كانت قد ارتوت وتضرجت بالحمرة وجنة القمر ........
العكاز
عاشت تتمنى له الموت
ولما مات بحرقة بكته
ومما ترك لم تأخذ غير عكاز تتوكأ عليها