في أحيان كثيرة ينتابني اليأس. فتملأني التساؤلات السقيمة ... و محاولة فك أسري ، تراني هائمة بين ثنيات الطبيعة ... أتأمل الشجر و دورة حياته، ينمو شيئا فشيئا لينبت وريقات خضراء ...رغم وجود الخريف الذي يحرمه سريعا فرحة الأبوة، إلا أن الأغصان لا تيأس و سرعان ما تعاود مخاضها براعم جديدة.
أرقب تلك الآشجار بكل شغف، أتطلع لأعاليه ثم أغمض عيني بكل هدوء لأستمتع بالأمان و هو يسري إلى أذني.
ليس بوسعي أن أنسى لفح النسمات على خديّ و جبيني و ليس بوسعي أيضا أن أحظى بتلك النشوة التي غمرتني حينها ... تجعلني كالطيف يحلق فوق البحر تلاطفه نفحات صيف لطيفة تخترق حر الهاجرة... أدرك حينها أن الأمل لا يزال موجودا و أن القمر سيظل من جديد لينير دربنا مهما تكاثفت الغيوم ...
و أفكر: من يدي لعل تلك النجوم التي تتلألأ على صفحة الماء و بجبين السماء، تنشد إزالة العتمة و إضفاء على روحي تيجان الصفاء ...