مهرجان ابن منظور

مهرجان ابن منظور الوطني للأدباء الشبان بقفصة في دورته العاشرة..

دورة الأديب والقاص عبد العزيز فاخت

نافذة تفتح على الأدب التونسي المعاصر وأصوات تتلمس فن الكتابة الأدبية

قفصة ـ ميلاد رمضان

احتضنت دار الثقافة ابن منظور بقفصة فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان ابن منظور الوطني للأدباء الشبان أيام 26ـ 27 ـ 28 مارس 2009 وقد أشرف على افتتاح الدورة الأستاذ هشام الزيدي المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث بحضور عدد من المبدعين ضيوف مدينة قفصة ومثقفي الجهة.. وأشار في بداية كلمته الى قيمة هذه التظاهرة وما بلغته من نضج وما تساهم به من ابراز الطاقات الشابة في مجال الكتابة الأدبية عموما.. أما الأستاذ محمد الهادي زعبوطي مدير المهرجان فأكد على ضرورة المحافظة على هذا المكسب الثقافي الذي نحت من العدم وصبر منظميه وتطوعهم..

من التأسيس.. إلى علامة في المشهد الثقافي الوطني

اختتم مهرجان ابن منظور الوطني للأدباء الشبان بقفصة دورته العاشرة بنفس الصبر والعزيمة منذ اللبنة الأولى لتأسيس دورته الأولى يوم 18 و19 مارس 2000 بدار الشباب بقفصة تحت عنوان «المهرجان الاقليمي للشعراء الشبان» ومنذ انطلاقته تنحت كل فقرات دوراته بشكل مميز ويحاول أعضاؤه طيلة دوراته تأسيس منتجع للكلمة والابداع بكل أشكاله دون اقصاء أو تهميش لتأخذ من الساحة الجهوية والوطنية أقلام وعناقيد الأدب والفن..

وبين الدورة الأولى والدورة العاشرة تحقق الكثير ومازال الكثير لتبقى بوابة الواحات جسرا ممتدا لكل حرف ينضج على مهل.. ولكل حرف انطلق يغرد في سماء الابداع..

دورة الأديب عبد العزيز فاخت

دأب المهرجان منذ الدورات السابقة تكريم مبدعي الجهة من الأموات والأحياء والذين ساهموا في تنشيط المشهد الثقافي الجهوي والوطني في المجال الثقافي، فقد حملت الدورة العاشرة اسم الأديب والقاص عبد العزيز فاخت أحد رواد القصة القصيرة بتونس صاحب مجموعتي «المشي في الوحل» و«النبض في الأصابع» الى جانب مشاركته في عديد التظاهرات الأدبية وتأسيسه لعديد من النوادي الثقافية وانتاجه لعشرات من البرامج الاذاعية المتنوعة بقفصة الى جانب عضويته بنادي القصة بتونس وقد كرمته هيئة المهرجان في افتتاح الدورة بورقة مطولة قدمها رفيق دربه الشاعر محمد الهادي بوقرة نقتطف منها هذه الجملة «انه علامة فن القصة القصيرة بتونس».

مهرجانات الأدباء الشبان الواقع والآفاق

مثلت الندوة العلمية التي قدّم فيها المهرجان احدى الاشكاليات التي تهم أدب الشباب ومهرجانات الأدباء الشبان.. كان محورا مهما لهذه الدورة التي حضرها الشاعر نورالدين صمود والصحفي محمد بن رجب باعتبار الأول مشرفا على مهرجان قليبية للأدباء الشبان والثاني مهتما بأدب الشباب من خلال الصحافة المكتوبة وباعتباره مؤسس مهرجان الصدى للأدباء الشبان (حي الزهور حاليا)... وقد نشط الندوة الأستاذ الجامعي عبد الرحمان رشيد: وأكد المتدخلان في محاضرتيهما أن ظاهرة المهرجانات الأدبية للشباب كظاهرة ثقافية قديمة وشكلت العناية بأدب بما يكتبه المبتدئ وتشجيع كبار الأدباء لهم أحد روافد التفكير في هذه الملتقيات أو المهرجانات أو الأيام حسب تسمية كل تظاهرة خاصة وأنه إعلاميا تم الاهتمام بما يكتبه الشباب عبر الاذاعة والصحافة وباكورة هذا الاهتمام من خلال برنامج «أدب الشباب» لمصطفى خريف والمختار حشيشة بعد الاستقلال ثم جاءت فكرة المهرجان الوطني لهواة الأدب بصفاقس والذي أسسه أحمد اللغماني ليكون أول مهرجان بالصورة الحالية.

من شعراء توزر الى شعراء القيروان

الشعر: أغاني الحياة ولحن الخلود وإرادة الشعوب ولعل الأمسيات الشعرية في هذا المهرجان أصبحت عنوانا هاما لأنشطته حيث استضافت جملة من الأصوات الشعرية على الساحة الوطنية ولأن المناسبتين كبيرتان تعيش بلادنا على نبضهما «مائوية الشابي والقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية» برمجت أمسيتان تحمل الأولى عنوان أمسية القيروان شارك فيها الشعراء المنصف الوهايبي ومحمد الغزي ومحمد الهادي بوقرة وبلقاسم تليجاني ونورالدين صمود وذلك تكريما للقيروان. وأما الثانية فحملت اسم توزر تكريما لشاعرنا الفذ أبي القاسم لاشابي شارك فيها خير الدين الشابي وزكية الطنباري الى جانب رضا بلخير، نصر الدين الزاهي، منذر الحبلوطي وصالح كعباشي والتي أقيمت بمعتمدية سيدي عيش.

نصوص الشباب... تجارب وتنوع في المضامين

من الفقرات المهمة التي يرتكز عليها المهرجان المسابقة المهتمة بأدب الشباب.. حيث تنوعت النصوص القصصية والشعرية والنقدية وتميزت بمستواها الراقي واختلاف مضامينها.. وهو دليل على أن أدب الناشئة يشهد طفرة نوعية على مستوى الخروج من الكتابة المتعارف عليها الى فضاء رحب من التجارب والتعامل مع الجنس الأدبي بحرفية.. خاصة في القصة القصيرة وقد أشرف على هذه الورشات الشاعران عبد الوهاب ملوح ونصر الدين الزاهي في الشعر والأستاذان ابراهيم بن سلطان وعبد الرحمان رشيد في القصة والنقد وأفرزت الورشات النصوص المتوجة التالية:

في الشعر:

ـ الجائزة الأولى لمبروك السياري (من مدنين) في قصيدته «شيء من حتى»

ـ الجائزة الثانية لصابر الحجاج (من قابس) في نصه «صلاة ما استطاع جسدي»

ـ الجائزة الثالثة بالتقاسم بين كل من : سالم الشرفي (من قفصة) في نصه «البتول» والهادي محمد عرجون (من مدنين) في نصه «تجليات خارج السرب».

في القصة:

ـ جائزة المرحومة نبيهة زروق للقصة فازت بها الشابة فضيلة العبيدي (من بنزرت) عن نصها «في مهب الريح».

ـ الجائزة الأولى مناصفة بين أيمن الرزقي (من سليانة) عن نصه «على وشك الانفجار» والحسين لحفاوي (من قفصة) عن نصه «انتظار».

ـ الجائزة الثانية مناصفة بين دليلة عبد الله (من قفصة) عن نصها «مع سبق الاصرار» وأحمد حمودة (من قبلي) عن نصه «أعطني سروال أختي».

ـ الجائزة الثالثة أيضا مناصفة بين ابراهيم سليمان (من صفاقس) عن نصه «كتابة على حلم من ورق» وصالح الطبابي (من قفصة) عن نصه «عيون ملكتي».

في النقد:

جائزة المقال النقدي تحصل عليها صلاح الدين حراث (من تونس) عن نصه «زمن السرد/زمن الحكاية» من خلال أقصوصة «الوظيفة الثانية لليد» للقاص أحمد الفهيري.

أنشطة متنوعة وفقرات متميزة

شهدت الدورة عرضا للشريط الوثائقي «الشابي شاعر الحب والخلود» للمنتجة والمخرجة هاجر بن نصر الى جانب رحلة ترفيهية الى معتمدية سيدي عيش للاطلاع على معالم التنمية بالجهة. أما الفقرة التكريمية فاحتفت بالفنان التشكيلي المنجي قراوي الذي وافته المنية وهو في عز الشباب وتشجيعا للمبدعين من أبناء الجهة الذين لهم اصدارات جديدة تم تقديم أعمالهم والتعريف بها وتكريم أكثر المشاركين في دورات المهرجان الشاعر عبد العزيز جرابة. وذلك في مجال الشعر.

لقد حققت الدورة العاشرة لمهرجان ابن منظور الوطني للأدباء الشبان بقفصة الكثير ورسخت ملامح من المشهد الثقافي بالجهة رغم عديد الصعوبات والهزات التي يتعرض لها في كل دورة.