• أتمنى أن أسير في طريق طويل طويل ممتد مستقيم و الليل قد حل و البدر قد احتل كبد السماء و أرسل نوره الدافئ على صفحة الماء فتفيض في داخلي النسائم الدافئة الناعمة تداعب خصلات شعري المنسدل على كتفي و أنا أسير ببطء ألامس زرقة السماء و أفكر بعمق...
• أتمنى أن أذهب إلى البدر لحظة خلوته و أجلس وحيدة على الشاطىء الواسع و أستمع إلى صوت الأمواج ناظرة إلى ذلك الفضاء الشاسع اللامتناهي الممتد دون حدود الهائم في سواد الليل دون قيود و أتأمل الشمس و هي تختفي هناك في الأفق البعيد وراء البحر أجتث غفوتي و أطير بتفكيري إلى لغة تتنفس نسمات الصبح عند إنبعاث خيوط الفجر الأولى و أفكر ...
• أتمنى أن أشهد اللحظة التي يغشى سماء الدنيا الظلام فتتزين بكريات من اللؤلؤ الأبيض اللامع و يتربع القمر على عرشه كما اعتاد كل ليلة حين انسدال ستار الليل، ثم يختفي شيئا فشيئا وراء ستارة من الغيم الكثيف لتذرف السماء دموعها الأولى على نافذتي فتناديني قطرات المطر و تطرق بلور النوافذ و هي تحاول أن تصافح وجهي و تداعب خدي و تسافر معي نحو أبجدية لا أعرفها و مع هذا أحاول أن أفكر و أفكر ...
• أتمنى أن أرى القمر و قد أحاط نفسه بهالة من الألوان، مثلما شاهدته في ليلة من ليلي الصيف الرائعة، كان رائعا روعة السماء، جميلا في استدارته في لونه الدافىء الجميل و أنا أتأمل تجاعيده بكل هدوء و نشوة فتجتاح فكري العديد من الصور و الكلمات فتفيض دموعي و ترتسم على شفتي إبتسامة خفيفة و أنا أشاهد وجه حبيبي يحضنه القمر و يذوب و أنا أفكر ...
• أتمنى أن أركب في زورق صغير من خشب يداعب صفحة الماء و يشقها و هي تئن تحته هناك حيث الأحبة القادمين فيكسرني و أنا أراقب المهاجرين القادمين إلى وطن ضج بهم و بصراخهم و أنا أحاول أن أصل إلى حبيبي الذي كان موعده الساعة الواحدة بعد منتصف القرن و لم يأت و أنا الباقية وحدي أحاول أن أستمع إلى صوت العصافير فأغمض عيني و أفكر هل يأتي حبيبي و هل مازال يتذكر ... آه كم أفكر...
• أتمنى أن أتمدد تحت ظل شجرة كبيرة كنا تواعدنا قربها منذ ساعتين و الزهور تحيط بي من كل جانب و غناء العصافير التي تحمل حبنا بين جوانحها فتطرب مسمعي، فأنظر إلى السماء الزرقاء الواسعة و قد أخذت بعض السحابات البيضاء القطنية تسبح على صفحتها بكل تأن لتفسد صفاءها و تحملنا الى جنون إخترناه ليكون لغة نتخاطب بها عند كل لمسة أو رعشة فينا حينا يعلو حبنا بصيص الأمل و أنا أفكر ...لا أنا لا أفكر ...