الشاعر الشاب مبروك السياري

الشاعر الشاب مبروك السياري:



الشعر عالمه.. والحرف وطنه وخله والصديق



هو من قال في قصيدة اختار لها من العناوين «إسراء»:



كأني ولدت على نملة

حملتني كحبة قمح

الى نايها

فغنيّت شعرا

كأني ولدت على موجة

هدهدتني

يمينا شمالا

وألقت اليّ مجاديف مني

فابحرت شعرا

كأني ولدت على صهوة

هيأت سرجها لي

لأسري

فأسرت بشعري الحمائم تشدو

واحسســت بالشعـر يسري

وشعري يصعد يصعد

كأني على شعر!»



كلمات عبرت ولهه بالشعر، وشغفه بالكلمة والصورة الشعرية والمعنى... «مبروك السياري» موهبة شعرية في اوج الشباب والعطاء، ولد ببن قردان وهناك في الجنوب التونسي نشأ... في مناخ شعري بالاساس تحصّل مبروك على شهادة الاستاذية في التنشيط الشبابي والثقافي... اما تجربته الشعرية فانطلقت منذ الطفولة اذ يقول:

«بدأت كتابة الشعر بصفة مبكرة، فمنذ دراستي بالمرحلة الابتدائية كنت اكتب الشعر وبدأت هذه الموهبة في المرحلة الثانوية تتبلور وتسير نحو النضج في السنة الثالثة من التعليم الثانوي، حيث درست خلالها علم العروض واصبحت اكتب الشعر الموزون.

وبدأت بعد سنة من جمع الكتابات الشعرية الموزونة في نشرها على صفحات الجرائد التونسية وكان ذلك بين سنتي 1995 و1996.

ثم اسست مع مجموعة من شباب المنطقة نادي الابداع ببن قردان.

ومنذ تأسيس هذا النادي بدار الثقافة هناك، كان الشباب المولع بالشعر يؤمه، ليعرّف بشعره ويطلع على شعر الآخرين»...

مرت 3 سنوات على بعث هذا النادي الادبي وانبثق عنه الملتقى الاقليمي الاول للابداع الادبي ببن قردان، والذي تحول فيما بعد الى ملتقى وطنيا، عاش هذه السنة دورته السابعة.. «وكان لي الحظ الاوفر في اغلب دورات هذا الملتقى في تولي دور المنسق لكل برامجه وفقراته..» وعن مشاركاته التي كانت مميزة ومتنوعة بين مبروك السياري انه تحصل في 9 سنوات على 62 جائزة اولى منها الاقليمية والجهوية والوطنية وكانت احداها عربية،

كان مبروك اذا، مواظبا على المشاركة في المناسبات الشعرية الوطنية خاصة وتمكن بفضل شغفه بالشعر من تجاوز حدود الوطن حيث كان ينشر في عدة مجلات وصحف عربية وخاصة في مجلة العربي الكويتية... كانت كتاباته متنوعة الاغراض وعميقة المعاني «انا اكتب اساسا الشعر العمودي، وشعر التفعيلة ولي بعض المحاولات في كتابة القصائد النثرية هذا على غرار كتابتي للقصائد الغنائية والشعر المحكيّ وعادة ماتتداخل في قصائدي عدة اغراض وهي الغزل الحديث عن الوطن والشعر الصوفي..

وعن مواصفات جمهوره اجاب السياري انه يتوجه للجيل الذي ينتمي اليه والشباب عموما، فهو يرى ان الشعراء الشبان قادرون على تحقيق الاضافة الى الساحة الادبية الوطنية وخاصة الذين يشاركون منهم في المهرجانات والمناسبات الشعرية لانهم يحتكون بذوي الخبرة ويتعلمون منهم الكثير، «فهي اصوات شابة يمكن لتونس ان تراهن عليها، خصوصا اذا كان وعيهم بنوعية القنوات التي ينبغي اتباعها متكاملا وشغفهم بالشعر لا تصاله الرتابة».

تحصل مبروك في عدة مناسبات على جوائز قيمة واصدر مجموعات شعرية ثرية المحتوي من بينها تلك التي صدرت سنة 2006 تحت عنوان «غدا تخلع الشمس بردتها»، وقد فازت هذه المجموعة المميزة بجائزتين، احداها جائزة اولى لافضل مخطوط في ايام الابداع الادبي بزغوان عام 2006، وجائزة ثانية في نفس السنة في الملتقى الوطني للشعر بالمروج.

وشارك هذا الشاعر الشاب في الدورة الاولى للمهرجان المغاربي لادب الشباب الذي اقيم بالوطن القبلي ايام 19 و20 و21 جوان 2008 «كان مهرجانا استثنائيا وهو افضل ملتقى شبابي حضرته الى حد الان..» وكعادته، كان متميزا ولامعا وتحصل مبروك في تلك المناسبة على احدى الجوائز الاولى بعد ان قدم عدة قصائد من مجموعته الشعرية الاخيرة التي اختار لها من العناوين «اتفقد الاشياء» والتي ضمت 12 نصا شعريا مميزا، عبر بوضوح عن شغفه بالشعر وبراعته في تركيب المعاني وتصييرها صورا شعرية دالة... فعلاقته بالشعر وطيدة جيدا، والحرف بالنسبة له متنفسا ومرفأ ترتاح على ضفافه سفن افكاره كلما احست بالعياء.

ومن القصائد العديدة التي تحدّث فيها عن تعلقه بالشعر كتب مؤخرا نصا عنونه تحت «نبوءة حرف موعود» وقال فيه:



اطمئن لم ازل اسمرا ونحيلا

اعشق الحرف - منذ الصبا والرحيلا

موجة استقل فكيف لمثلي

ان ينيخ الخطى او يصيب مقيلا

ما اوشوش للنجم اوجاع قلبي

فالزمان تبدل والصبر عيلا

سلوى الماجري

..................................................................

مقال بجريدة الحرية بتاريخ السبت 20 ديسمبر 2008